يعود بناء قصر الباشا في غزة إلى عام 1260، عندما هزم السلطان قطز والظاهر بيبرس المغول والتتار في موقعة عين جالوت، وأصبح الظاهر بيبرس بعدها هو السلطان المهم في العالم الإسلامي، فأقام مملكة ضخمة ضمت مصر والشام وجنوب أفريقيا والحجاز وأجزاء من العراق وتركيا ، وأقيم القصر بأمر من السلطان بيبرس لوالي غزة الأمير جمال الدين اقوش الشقيقي..
والقصر تعبير عن العمارة الإسلامية المملوكية، وهو مكون من مبنيين شمالي وجنوبي المبنى الشمالي وهو مبنى الإدارة والحكم وأركان الدولة، أما المبنى الجنوبي فكان بيتا لسكن للأمير وزوجته وأولاده، وفي العهد العثماني أطلق على أمير غزة لقب الباشا والباشا كلمة تركية معناها الأستاذ أو المربي فأصبحت يطلق على المكان قصر الباشا.
وفي عهد الانجليز حول القصر إلي ثكنة عسكرية أو مركز شرطة ثم نقل إلى السرايا وأهمل القصر وضاعت كل مقتنياته وكل تحفة وكل أثاره لأنه أصبح مركز شرطة واستمر على هذا الحال إلى عهد الملك فاروق الذي قام بإنشاء مدرسة الأميرة فريال وضم القصر إليها وحولت بعد ذلك إلى مدرسة الزهراء، وبعد اتفاق أوسلو تم تسليمه إلى وزارة السياحة والآثار في غزة التي قامت بترميمه عام 2005 وتهيئته كمتحف للآثار في عام 2010 يضم آثار غزة في حقب تاريخية كثيرة اليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية وهو مفتوح للعامة لمن يأتي دون رسوم .
ويقول موظف في وزارة الآثار والسياحة والمرشد الخاص بالمتحف علي عاشور: القصر من القصور النادرة في فلسطين ولأن معظم القصور في فلسطين الإسلامية تم هدمها.
ويضيف: يوجد اهتمام بالآثار من حيث الحماية والترميم، مشيراً إلى أن الإقبال على زيارة المناطق الأثرية الفلسطينية من قبل الفلسطينيين والأجانب ضعيف، قائلا» نعمل مع المدارس والمؤسسات والجامعات والمساجد لحثهم لوضع زيارة قصر ومتحف الباشا ضمن جدول رحلاتهم المدرسية».
ويؤكد وجود تعديات على الآثار من قبل مواطنين على المناطق الأثرية نظراً لغياب الوعي المجتمعي بأهمية المواقع الأثرية، ويحمل المجتمع بمؤسساته الحكومية والمدنية والأهلية المسؤولية عن غياب الوعي المجتمعي بأهمية المواقع الأثرية كمناطق جذب سياحي.

اترك تعليقاً